كتب – محمد الغسرة
ربما تتغاضى الحكومة او المسؤولين في البلديات او الجهات الرسمية عن امر ما لاسبب به حكمة ، لان المرونة وعدم التشدد أحيانا يخدم المصلحة العامة مع وجود القانون يمكن تنفيذي كيفما ارادت .. هكذا سوق شارع صعصعة .. كيف ؟
السوق هذا ( الذي اثار زورعة بسبب بلوغر كويتي نشر مقطع عنه ) يعتبر من ارخص أسواق بيع الخضرات في البحرين ، وبسبب خفض الأسعار جعله مكان جذب لمعظم العمالة الأجنبية ذوي الدخل المتدني خصوصا في قطاع المقاولات والتي تتراوح رواتبهم بين 100- 120 دينار اول اقل .
هذه العمالة التي تقدر بأكثر من 450 الف شخص ( حسب الباحث الدكتور اكبر جعفري بان الذين يتقاضون من العمالة الأجنبية رواتب اكثر من 200 دينار يبلغ 130 الف عامل مقابل 583 الف عامل في البحرين) ، هؤلاء الذين ضربهم التضخم كما ضرب المواطن ، وارتفعت الأسعار بشكل جنوني بعد جائحة كورونا خصوصا المواد الغذائية التي بلغ حجم التضخم فيها اكثر من 10 % ، معظم مشتريات هذه العمالة هي المواد الغذائية .
يشتكي المواطن في البحرين من التضخم وراتبه لا يقل عن 300 دينار ، فما بالك بعامل اجنبي راتبه اقل من ذلك بكثير ( بعضهم اقل من 120 دينار ) وان سوق شارع صعصعة هي المنفذ لهذه الفئة الفقيرة من الناس لشراء احتياجاتهم من المواد الغذائية بأسعار منخفضة ، علما بان البائع والمشتري هم من نفس الفئة او الجالية ،،، ان هذه السوق او الأسواق الرخصية جدا المجال الوحيد الذي عبره يستطيع العيش بتكلفة ارخص ليوفر بعض المال لاهله في بلاده.
ان هذه الاسواق تضاف الى ما تعمله الحكومة مشكورة بتثبيت سعر الخبز لاكثر من أربعة عقود حماية للعوائل ذو الدخل المحدود والضعيف ، لكي لا يكون هناك جائع في البحرين.
نعم السوق يحتاج الى تنظيم قليل ، نظافة ، حماية ، ولكن دون وضع إجراءات روتينية تزيد التكلفة على البائع مما تنعكس الأسعار على المشتري الذي حصل على المنفذ الوحيد للقمة عيشه بسعر رخيص، ومن الامن والأمان المجتمعي توفير تلك المسالك لهذه الفئة لشراء احتياجاتها .
ولنكن اكثر عطفا وحلما بعيدين عن القسوة لهؤلاء العمالة الأجنبية التي ابتعدت عن أهلها لاجل العيش الكريم ، وجاءت لتخدم هذه الديرة وتسهم في البناء ، وتجنب القسوة لانها مضرة على الجميع ولكي لا ينطبق علينا قول الشاعر :
قـسَـتِ القلوبُ فلم تَمِلْ لهداية ... تـبّـاً لـهـاتيكَ القلوب القاسيه