بقلم محمد حسن العرادي - البحرين
يدخل الصراع العسكري في السودان اسبوعه الرابع منذ تفجر الأزمة السودانية بين جنرالات الحرب قبل21 يوماً، في حرب دامية دفعت السودان إليها الأطراف الدولية المنزعجة من توجه دول المنطقة العربية نحو التسويات والمصالحات، الأمر الذي يهدد مصالح بعض الدول الكبرى ويحرمها من استمرار الاستغلال والابتزاز وتسويق الأزمات والحروب والفتن خدمة للاقتصاد العسكري الغربي.
ان من مصلحة دول وشعوب المنطقة إنهاء نار الفتنة والتقسيم التي تهدد وحدة الأراضي السودانية، وتفتح الباب للصهيونية العالمية لزرع المزيد من التصدع والتشظي والحروب، لضمان إشغال المنطقة ودولها بالمعارك التي لا تنتهي، بهدف ابعادها عن برامج وخطط التنمية والاستقرار، لذلك فإن من الحكمة دعوة كافة الأطراف العربية والإسلامية والافريقية بالعمل على نزع فتيل الحرب الأهلية ووقف كافة الأعمال الحربية بما يحفظ سلامة وأمن الشعب السوداني الشقيق ووحدة أراضي جمهورية السودان وحمايتها وإبعادها عن شبح التمزيق والتقسيم الذي حذرنا منه في مقالاتنا السابقة بدءا من اليوم الثاني للحرب 16 ابريل 2023.
إننا كمواطنين عرب متابعين لما يجري وما جرى في العقود الماضية من ويلات ومؤامرات مدمرة مؤلمة ومدبرة من قبل دول الشر، سحقت التنمية والاستقرار واستنزفت الموازنات في بلداننا التي ابتليت بالحروب تحت مسميات مختلفة بما في ذلك أكذوبة الثورات الملونة وخدعة الربيع العربي المزيف مطالبون اليوم أكثر من أي وقت مضى بالتحذير من النتائج الكارثية لهذه الحرب المفتعلة.
وعليه فإننا نناشد الفريقين المتحاربين بالتوقف الفوري عن القتال وتدمير السودان ثروة وانسان، والذهاب إلى طاولة حوار تشترك فيها كافة أطراف الحراك المدني السوداني من أجل تحقيق السلام وتثبيته عبر الخطوات التالية:
1- عودة الجيش وقوات الدعم السريع وكافة القوات العسكرية وشبه العسكرية إلى ثكناتها، والالتزام بوقف كافة الأعمال القتالية والحربية، والعمل على انصهار كافة التشكيلات العسكرية تحت لواء الدولة السودانية الموحدة والقوات المسلحة السودانية.
2- رفض تدخلات الأجهزة الصهيونية العنصرية بكافة أذرعها المخابراتية والعسكرية والسياسية والدبلوماسية ورفع اليد الصهيونية عن السودان الشقيق.
3- قطع الطريق على كافة التدخلات الأجنبية المؤيدة للحرب والفوضى، وخاصة الجهات الدولية التي دأبت على اشعال الحروب والفتنة في المنطقة وتغذية الأطراف المتقاتلة بالسلاح والعتاد بهدف تدمير الدول العربية والأفريقية كما حدث في ليبيا وسوريا والعراق والصومال طوال العقود الماضية.
4- إطلاق طاولة حوار وطني سوداني تفضي الى تسليم الحكم إلى حكومة مدنية انتقالية، تتولى وضع دستور سوداني ديمقراطي حديث وأجراء استفتاء شعبي يحدد شكل نظام الحكم في السودان.
5- تشكيل فريق من الدول العربية المؤثرة والمعنية بالشأن السوداني، يكون من بين أعضاءه مصر والجزائر والسعودية باعتبارها الدول العرببة الأكبر والأجدر بالوساطة إلى جانب جامعة الدول العربية، للقيام بأعمال الوساطة وإحلال السلام.
6- العمل على اطلاق مشروع مارشال عربي لانتشال السودان من أزمته الاقتصادية، وتأسيس برامج ومشاريع تدعم التنمية والاستقرار وذلك بالاستثمار في مجالات الزراعة والصناعة والتعدين وتحديث البنى التحتية.
7- دعم التحول نحو المسار المدني لتداول السلطة وتعزيز دور مؤسسات وهيئات المجتمع المدني السوداني كافة، وعلى وجه الخصوص اتحادات العمال والمزارعين والقوى المجتمعية المؤثرة بما يحافظ على وحدة السودان وتماسكه وتعزيز دوره وحضوره العربي.
8- تعزيز التكامل العربي مع السودان من خلال مد طرق المواصلات البرية والبحرية والجوية، وربطه بالمشاريع الاستراتيجية مع محيطه العربي ولاسيما مع كل من مصر والسعودية وليبيا باعتبارها أقرب الدول العربية إلى السودان.
9- اصدار وثيقة سياسية تدعو إلى الحفاظ على السودان الموحد توقع عليها كافة القوى السياسية ومؤسسات وهيئات واتحادات المجتمع المدني، بحيث تلتزم جميعها بالوحدة والديمقراطية وسيادة القانون كخيار وحيد للاستقرار والسلام، ونبذ العنف والاستقواء بالخارج والالتزام بمسارات السلام الوطني والحوار الداخلي.
10- رفض التدخلات الصهيونية والاملاءات الخارجية، والعمل على وقف التطبيع مع الكيان الصهيوني والالتزام بقضايا الأمة العربية والسلم في أفريقيا، وابعاد الصهاينة عن إي دور مؤثر في الشان السوداني، بما في ذلك رفض وساطاتهم ودعواتهم المسمومة المغلفة بالسلام.
11- الاستجابة إلى الدعوة السعودية بعقد مباحثات السلام السودانية في مدينة جدة وتغليب المصالح الوطنية السودانية والالتزام بالمخرجات التي تفضي إليها المفاوضات.
12 - الاستفادة من النخب السودانية المهاجرة المتواجدة في جميع دول العالم، ودعوتها إلى العودة للسودان والمشاركة في إعادة البناء والاستقرار والتنمية، وإقصاء كل من شارك في المعارك الدائرة في السودان عن العملية السياسية.
لقد حان الوقت لدعوة كافة أبناء الشعب العربي والحكومات العربية إلى دعم الحوار والاستقرار والتنمية في جمهورية السودان الشقيق، ومساعدته على تخطي الصعوبات الاقتصادية والسياسية التي تواجهه، ودرء الفتن ومشاريع التقسيم والتجزئة التي تهدد وحدة أراضيه، وتأكيد مبادئ المواطنة المتساوية والعادلة لكافة مكونات وإثنيات ومناطق سكن الشعب السوداني، بما يضمن التوزيع العادل للثروة الطبيعية التي يمتلكها وتوجيهها لتعزيز برامج التنمية والاستقرار والسلم الأهلي وإبعاد شبح التقسيم الذي تغذيه القوى الخارجية،
حفظ الله السودان الحبيب وأهله الاعزاء من الدسائس والمكائد الأجنبية والله من وراء القصد.