المتروك : يمكن اعتبارالإعلام المقياس الذي يتبين منه سقف مساحة حرية التعبير في أي مجتمع
انطلق المنتدى الفكري السنوي العاشر – دورة احمد الشملان - والذي يقيمه المنبر التقدمي وموضوعه هذا العام " الاعلام في دول الخليج العربي : المهام والتحديات " صباح اليوم في قاعة جلجامش بفندق جولدن توليب بالمنامة .
وفي كلمة الأمين العام للمنبر التقدمي المحامي عادل المتروك قال ، في البداية اسمحوا لنا أن نرحب بالباحثين الكرام الذين سيغنون هذه الدورة من منتدانا الفكري السنوي بالأوراق التي سيقدمونها فيه، الأخوة والاشقاء: محمد العنزي من دولة الكويت، الدكتور محمد اليحيائي من سلطنة عمان، الدكتورة حصة لوتاه من دولة الإمارات، غسان الشهابي ومحمود ربيع من البحرين،
واضاف ، ان مصدر فخر واعتزاز بالنسبة إلينا أنه تمرّ اليوم عشر سنوات منذ أن انطلق منتدانا الفكري السنوي في العام 2015، رغم الظروف الصعبة والامكانات المتواضعة إلا أن تضافرالجهود والروح الرفاقية أبقتنا على قدر التحدي، وها نحن اليوم نلتقي، معكم، للمرة العاشرة، في مناقشة قضايا مفصلية عما تمرّ به بلداننا من تحولات وتواجهه من تحديات، اقتصادية كانت أو اجتماعية أو ثقافية أو تشريعية، وها نحن اليوم نناقش موضوعاً مهماً هو قضايا الإعلام في بلداننا الخليجية .. المهام والتحديات.
يعزّ علينا أن يغيب عن منتدانا، ولأول مرة، رفيقنا الغالي وفقيد الوطن وحركته الوطنية، الرئيس الفخري لمنبرنا التقدمي المناضل أحمد الشملان، الذي غادرنا قبل شهور، تاركاً فراغاً كبيراً، بما كانت له من مكانة كفاحية ومهابة رمزية بوصفه واحداً من أبرز قادة حركتنا الوطنية المعاصرة، ومن أكثرهم صلابة وإيثاراً وتضحية، على مدار عقود حياته، بين السجن لسنوات طويلة، والنفي والمنع من السفر والتضييق عليه في عمله.
وقد ارتأينا في اللجنة المنظمة للمنتدى أن نطلق على هذه الدورة اسم فقيدنا الكبير أحمد الشملان، تكريما لذكراه وتذكيراً باقتران منتدانا هذا بحضوره ومشاركته في تكريم ضيوف المنتدى والمشاركين فيه، فضلاً عن عطائه الصحفي المميز، ولنؤكد أنه باق معنا، رمزاً ومغزى لمسيرة الكفاح والتمسك بحقوق الشعب، التي نعاهد فقيدنا بمواصلتها. فلروحه السلام والخلود لذكراه الباقية عبر الزمن.
في هذه الدورة من المنتدى المكرسة للصحافة والإعلام لابد لنا من وقفة اجلال للأرواح الطاهرة لشهداء الإعلام والصحافة في غزة وعلى كل ارض فلسطين الذين رحلوا معمدين بتاج الشهادة، وهي تعري زيف حكوماتنا قبل أن تعري الاحتلال، وتنقل لنا صوراً ومشاهد نبدو أمامها عاجزين، وشكرا للباقين منهم من مراسلين ومصورين ومنتجين، ومن منتدانا هذا نوجه تحية للمناضلين في قطاع الإعلام الذين يجوبون غزة وكذلك مدن وبلدات الضفة الغربية بشجاعة ونكران ذات، ليؤدوا رسالتهم الاعلامية بكل احترافية وإخلاص.
يمكن اعتبارالإعلام المقياس الذي يتبين منه سقف مساحة حرية التعبير في أي مجتمع، كما أن درجة الفساد التي تطال الإعلاميين وأجهزة الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة يقاس فيها عمق مستوى الفساد في المجتمع ككل، كما أن تأثير الجهاز الإداري للدولة عليها ومسايرة الإعلام لذلك وتداخل مصالح القائمين عليه مع مراكز نفوذ الجهاز الاداري يفصح عن بسط سلطان السلطة التنفيذية وسطوتها.
ويأتي هذا المنتدى ليسلط الضوء على واقع أجهزة الاعلام في بلدان الخليج العربي، وبهذه المناسبة نستذكر جريدة البحرين التي كانت أول صحيفة في تاريخ وطننا، حيث صدرت في الثامن من مارس من العام 1939 بمبادرة مقدّرة من أبرز رواد الصحافة في المنطقة المرحوم عبدالله الزايد، كما نستذكر الدور الوطني المهم الذي لعبته الصحافة البحرينية في خمسينيات القرن الماضي قبل انطلاق حركة هيئة الاتحاد الوطني واستمرت بعد انطلاقها، كالقافلة والوطن، وقبلهما مجلة صوت البحرين.
لطالما كان لحرية الصحافة والإبداع الإعلامي أهمية خاصة في مسيرتنا النضالية، ويمكن لأي منا أن يعود إلى ادبيات جبهة التحرير الوطني والقوى الوطنية الأخرى وصحف الجمعيات السياسية التي صدرت بعد ميثاق العمل الوطني،
مهم أن يلاحظ مدى وعي حركتنا الوطنية لدور العمل الاعلامي وضرورة استقلاليته وضمان حريته في التعبير، ومطالبتها بتأسيس نقابة للصحفيين باعتبارها نطاقاً للحماية، يكفل للصحافة حريتها ويؤمن للصحفيين الحماية، ويتيح للصحافة والإعلام عامة الخروج من دائرة الجمود إلى رحابة الابداع والقدرة الخلاقة، فيما نجد أن اخضاع المؤسسة الاعلامية لنهج الدولة واعتبارها واحدة من أجهزتها، وهي سمة طاغية في دول الخليج العربي، أسهمت إلى حدٍ كبير في مراوحة العمل الإعلامي في محله وإفراغه من دوره ووظيفته الأساس.
بهذه المناسبة نشدد على أهمية بلورة مضامين الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، حيث نقتبس من نص المادة 19 منه التالي: "لكل شخص حق التمتع بحرية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحق حريته في اعتناق الآراء دون مضايقة، وفي التماس الأنباء والأفكار وتلقيها ونقلها إلى الآخرين، بأية وسيلة ودونما اعتبار للحدود" - انتهى الاقتباس.
إن التعبير الواقعي لهذه المادة لايتم الا من خلال ممارسة ديمقراطية حقة، تتيح للافراد التعبير عن ذواتهم بأدوات النشر للتأثير في الاخرين، وهذا لن يتم إذا لم تتوفر للكافة حرية النفاذ إلى الحقائق المتصلة بالشؤون العامة، وإلى المعلومات الضرورية الكاشفة عنها ورفع القيود المعرقلة للوصول إلى تلك الأدوات وتوظيفها من غير أن تطال الصحفيين عقوبة لاحقة.
وقد شارك في المنتدى من سلطنة عمان الباحث الدكتور محمد اليحيائي ، بورقة بعنوان " قيود وتحديات حرية التعبير في عمان” ، والورقة الثانية ، للدكتورة حصة لوتاه من دولة الامارات العربية المتحدة بعنوان ؟ تراجع الصحافة المقروءة وتحديات زمن الصورة ، والورقة الثالثة للصحفي والباحث غسان الشهابي ، بعنوان " اين مرآتنا " الصحافة المحلية اليوم ، والورقة الرابعة من الكويت بعنوان " ديمقراطية الاعلام " للباحث والصحفي محمد العنزي
والورقة الاخيرة التي كانت بعنوان " قراءة قانونية في مشروع قانون بتعديل احكام قانون الصحافة البحريني للباحث المحامي محمود ربيع وسوف تستعرض " دلمون بوست " الاوراق الخمس خلال الفترة المقبلة ، وترافق مع الملتقى معرض الكتب المستعملة باسعار رمزية للمشاركين.