بقلم : د. نبيل تمام
ذكر صاحب "موسوعة عاشوراء" بعد أن أورد مجموعة من شعر الامام الحسين "ع" مقولته التي غيرت التاريخ: "إن كان دين محمد لا يستقم إلا بقتلي .. فيا سيوف خذيني"، كما قال: موت في عز خير من حياة في ذل، وأيضًا: "إني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما". أما أشهر مقولاته فهي: "هيهات منا الذلة".
مقولات تحمل دلالات عميقة ودروس وعبر في الفكر والعقيدة والرجولة والشهامة والشهادة، وهذا ما تُبنى عليه "النفس المطمئنة".
كان ذلك قبل ألف واربع مائة عام، حين خلدت معركة الطف الامام الحسين وجعلت منه أيقونة للثورة وللحرية، فقد شاء الله أن يستشهد سيد شباب أهل الجنة من أجل أن يُسطر لنا ملحمة الانتصار على الظلم، كُل الظلم، منذ ذلك اليوم وحتى قيام الساعة.
لم يكن"غاندي" مسلماً ولكنه نهج نهج الامام الحسين فقال: "تعلمت من الحسين كيف أكون مظلومًا فأنتصر"، وهذا ما يحدث الآن، حين انقلب السحر على الساحر وأصبح الرأي العام العالمي مناصراً للشعب الفلسطيني ضد الآلة الصهيونية والاستعمارية المتوحشة، الملايين ممن لم تكن تعرف حقيقة الصراع الفلسطيني الصهيوني أصبحت اليوم ملمة بالتفاصيل ومساندةً للحق، والأمثلة عديدة.
الشعب الفلسطيني بقيادة المقاومة الفلسطينية قرروا أن يأخذوا زمام المبادرة وخلق اسطورة وثقافة "أن طوفان الأقصى هو السبيل لتحرير فلسطين وتحرير العقل والارادة، مرددين: إن كان تحرير الأقصى لا يستقم إلا بقصفنا وقتلنا، فيا قنابل خذينا".
ارادة وعزيمة، يتبعها التكتيك والتخطيط ومن ثم الانطلاق نحو الهدف، ليس فقط لتحرير أرض فلسطين المحتلة، بل لتحرير الإرادة لدى كل الشعوب المظلومة.
المجد والخلود للشهداء الفلسطينين وللشعب الفلسطيني وللمقاومة الفلسطينية الصامدة رغم المجازر الدموية البشعة التي تكشف وجه الكيان الصهيوني المجرم القاتل البشع، إنها النهضة التحررية لجميع الشعوب العربية والاسلامية كافة.