الدكتور مادس جيلبرت

‍

بقلم : د. نبيل تمام

بمعية الأخ والصديق والرفيق الدكتور علي العكري إلتقينا وتعارفنا على الدكتور مادس جيلبرت في شهر يناير العام 2009 وبعد مرور عشرة أيام على حرب الكيان الصهيوني على غزة 2008-2009 وكان ذلك في فندق مدينة العريش في سيناء.

كنا متواجدين منذ السابع من يناير للاعتصامات اليومية على معبر رفح محاولة دخول الطواقم الطبية مع المساعدات الاغاثية الطبية وتمثلت في سيارتي إسعاف مجهزتين واحدة كانت بإسم جمعية العمل الوطني الديموقراطي "وعد" والثانية كانت بإسم جمعية الأطباء البحرينية، ليتبادر الى مسامعنا بخروج كل من الدكتور مادس جيلبرت ورفيقه الدكتور إيريك فوس، واللذان قضيا قرابة العشرة أيام في مستشفى الشفاء المركزي في غزة.

حضرنا المؤتمر الصحفي في القاعة الرئيسية في فندق العريش والتي كانت تعج بالصحفيين والمصورين الى جانب الطواقم الطبية المتطوعة من مصر واليمن والمغرب وليبيا.

كان الدكتور مادس جيلبرت يستعرض جرائم القصف الصهيوني وانتهاكات الحياد الطبي بقصف المستشفيات وسيارات الاسعاف والطواقم الطبية، التي شهدها بأم عينيه ابان اقامته في مستشفى الشفاء ورأيناه يبكي من شدة ما عاناه، كما بدا شاحبًا ومرهقًا وذلك لقلة النوم، حيث كانا يرتديان الملابس الجراحية وقت انعقاد المؤتمر الصحفي.

شهادة عيان من أطباء أوروبيين وبكامرتيهما، انتشرت بفضل شجاعتهما وبفضل النشر الاعلامي، الى درجة عدم التصديق لما حدث وما رأيناه، والذي تواصل وعايناه وشهدناه بأم أعيننا أيضًا بعد دخولنا الى غزة اثناء تواجدنا واقامتنا في مستشفى أبو يوسف النجار في رفح غزة.

دكتور مادس جيلبرت، نحييك ونرفع القبعة لشخصك ولرفيقك الدكتور إيريك فوس، هو طبيب تخدير نرويجي، عمره 76 عامًا، له عديد الاهتمامات بالأزمات الصحية الانسانية والتضامنية مع الشعب الفلسطيني، وينتمي إلى مدينة ترومسو بالنرويج وهذه المدينة تعتبر الأكثر ارسالًا للعاملين في المجال الصحي إلى فلسطين.

أصدر الدكتور جيلبرت كتابًا بعنوان "عيون في غزة" تناول ووثق فيه الوقت الذي قضاه وعاشه في غزة، وننهي باحد تصريحاته المثيرة للجدل كونه طبيبًا وسياسيًا "لا يمكن الفصل بين الدورين، وليس هناك الكثير من مجالات الطب ماهو خارج عن نطاق السياسة".

عاش الشعب الفلسطيني وعاشت المقاومة الفلسطينية ونعم لتحرير فلسطين المحتلة، ويسقط التطبيع.