بقلم : د. نبيل تمام
جينو سايد مصطلح مكون من كلمتين، كلمة جينو أو الجين الوراثي الذي ينقل الموروثات والصفات في السلالات، وكلمة سايد تعني القتل، وقتل الجين أو النسل لجماعة معينة بغرض منع استمرارهم في هذه الحياة، وهذا المصطلح ابتدعه الباحث والقانوني رافاييل ليمكين، وتم اطلاقه في المؤتمر الدولي لجريمة الجينو سايد من تنظيم الأمم المتحدة العام ١٩٤٨.
في ذلك المؤتمر تم توصيف أركان مصطلح جينو سايد على توافر النية لتدمير مجموعة عرقية أو إثنية أو قومية أو دينية معينة، كليًا أو جزئيًا، والمصطلح لا يقتصر فقط على الابادة الجماعية والعنف المباشر الجماعي فقط، ولكنه يشمل ايضًا العنف الغير مباشر وذلك بتدمير الشكل الهيكلي للجماعة بالتعامل العنصري تجاهها، وسحب حقوقها، وممارسة العنف الرمزي والثقافي ضد ممارسات تلك المجموعة أيًا كانت.
لن نخوض في ممارسات الكيان الصهيوني على مدى خمسة وسبعين عامًا ضد الشعب الفلسطيني في هذا المقال، ولكن سنتطرق إلى ما حدث ومازال منذ السابع من أكتوبر ٢٠٢٣.
مارس النظام العنصري الصهيوني النازي جميع أركان الجينو سايد، بدأت بالخطابات الممنهجة لنزع الصفة الانسانية عن الشعب الفلسطيني بإطلاق عبارات وتصريحات مثل "حيوانات بشرية"، وضرورة استخدام السلاح النووي في غزة، وبعد ذلك تم استخدام الاسلحة المحرمة أمميًا مثل القنابل الفسفورية واطلاق قنابل تقدر بالاطنان تزيد في قدرتها القنابل النووية، الى جانب قطع الكهرباء والماء وهذان عنصران اساسيان للحياة.
كانت النية مع سبق الاصرار والترصد موجودة لدى قيادات الكيان العنصري الصهيوني النازي بتهجير الشعب الفلسطيني في غزة، تجسدت في الحصار الغير قانوني على مدة عقدين من الزمان، والقصف الممنهج الذي وثقته الكاميرات الفلسطينية التي راح ضحيتها العشرات من المدنيين نساء وأطفال وطواقم طبية والصحافيين، وشهدنا قصف الناس وهم يغادرون بيوتهم، والقصف التدميري للبنية التحتية في غزة التي شملت البشر والحجر.
لقد توافرت اركان الجينو سايد كلها وبالدليل القاطع، النية، العنف المباشر، والعنف الغير مباشر لطمس الهوية الفلسطينية، وابادة جماعية للشعب الفلسطيني، والتوثيق بالصوت والصورة لهو خير دليل ملموس لممارسة الجينو سايد من قبل الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني.
ونحن بانتظار اصدار الاحكام الدولية لادانة هذا الكيان العنصري الصهيوني المقيت، رغم ما شهدناه من التواطؤ والصمت المريب من العديد من الدول والمنظمات الاممية الدولية.