بقلم : د. نبيل تمام
في نوفمبر 2023 وبعد هجوم قوات الاحتلال الصهيوني على مستشفى الشفاء الذي يعد انتهاكًا صارخًا لمباديء الحياد الطبي، تم اعتقال الدكتور محمد أبو سليمة مع العديد من الطواقم الطبية، ليجبروه بتسجيل فيديو يتهم فيه المقاومة الفلسطينية باستخدام المستشفى مقرًا عسكريًا، الامر الذي لا أساس له من الصحة بتاتًا، وجاء الرفض القاطع وبكل فخر وصلابة وبطولة من قبل الدكتور أبو سليمة الذي كان يعرف الثمن الذي سيقدمه من وجبات التعذيب والتنكيل والالم المبرح.
وجبات التعذيب على مدار الساعة "بشهادة إبن عمه" لدرجة كسر يدي الدكتور واجباره على المشي على كلتا يديه ورجليه جاثيًا وربط سلسلة في رقبته واجباره على تناول الاكل من صحن على الأرض على شاكلة تناول الحيوانات التي تسير على أربع، ويحدث ذلك أمام نظر بقية الأبطال المعتقلين الفلسطينيين بهدف كسر شوكته ونفسيته وعزيمته واهانته.
الدكتور محمد أبو سليمة طبيب أطفال فلسطيني مواليد مخيم الشاطيء في غزة العام 1973، من أبوين فلسطينيين من قرية الجورة في عسقلان، متزوج وله أربعة ابناء.
درس الطب في كييف، وعاد الى غزة وطنه الأم ليخدم شعبه الفلسطيني العام 1998، حاصل على البورد الفلسطيني في طب الأطفال العام 2013، عمل في العديد من مستشفيات القطاع منها المستشفى الأوروبي، ومستشفى النصر للأطفال، وتولى ادارة مستشفى الرنتيسي للأطفال، وكان قياديًا مهنيًا ونقابيًا بمنصب نائب نقيب الأطباء في غزة.
اصبح مدير مستشفى الشفاء "أضخم مستشفيات غزة" العام 2019، ليحدث تطويرات هائلة على اقسام ووحدات المستشفى، حيث كان على وشك اطلاق مشروع زراعة الكلى في القطاع.
ان الهجوم على المستشفيات والتنكيل بالطواقم الطبية يعد انتهاكًا صارخًا لمبادي الحياد الطبي التي تتكون من مبادئه الثلاثة، انتهاك القانون الدولي الانساني، وانتهاك القانون الدولي لحقوق الانسان، وانتهاك اخلاقيات مهنة الطبي، لذا نتوجه لجميع منظمات حقوق الانسان والمنظمات الصحية الاممية بالمناشدة الانسانية للضغط على الكيان الصهيوني للافراج عن جميع الطواقم الطبية وعلى رأسهم الدكتور محمد أبو سلمية.