DELMON POST LOGO

الفائز في مونديال قطر .. فلسطين

بقلم : د. نبيل تمام

أُسدل الستار على مونديال قطر 2022 وفاز من فاز وخسر من خسر وبكى من بكى وفرح من فرح، إستمتع الجمهور بلعبتهم المفضلة ولاعبيهم المفضلين سواء بالحضور او عبر الشاشات عن بعد.
رسميًا عدد الدول المشاركة 32 دولة، ولكن ومن الأيام الأولى شهدنا وجود 33 دولة في جميع مشاهد المونديال التي استمرت على مدى أربعة أسابيع، حيث فلسطين وقضيتها كانت حاضرة وبشكل قوي، على الصعيد الرسمي الذي تمثل في تواجد الشاعر الفلسطيني تميم البرغوثي مرتديًا الكوفية الفلسطينية في حفل ختام المونديال، وعلى الصعيد الجماهيري في حمل العلم الفلسطيني سواء في مدرج الجمهور أو في طرقات وشوارع وتجمعات الجمهور في الدوحة أو في المستطيل الأخضر مع الفريق الرياضي المغربي.
ما شهدناه يدل على الوعي العميق لدى الجماهير العربية من كافة الأعمار وخاصة الشبابية والرياضية أن هناك موقف مبدئي وواعي فيما يخص القضية الفلسطينية وعدالتها رغم ما نشهده من تطبيع رسمي مع الكيان الصهيوني، ومحاولاته لإختراق الناس في جميع مناحي القطاعات الاقتصادية والصحية والسياسية والاجتماعية والأمنية ووو.
بان وبشكل واضح ذلك الوعي لدى الجماهير العربية نتيجة ما شهدناه داخل الملاعب وما رأيناه في التعامل مع وسائل الإعلام الصهيونية الى الدرجة التي وصل بالاعلاميين الصهاينة بالشعور بالفشل والاشمئزاز من تعامل الناس معهم وبالشعور بالغضب لدى المسؤلين الصهاينة للرهان الذي وصلوه بأن مشروعهم التطبيعي مع الناس قد فشل والذي كانوا يراهنون وما زالوا عليه.
ما حدث شكّل وعكس وعيًا عميقًا متقدمًا للقضية الفلسطينية التي دومًا ما تكون جامعة وهي فعلًا بوصلة الوحدة للجماهير العربية والتي لها دلالات عديدة ورسائل موجهة للكيان الصهيوني وللمطبعين العرب منها أن القضية الفلسطينية في الوجدان وكل الدعم المعنوي الذي أفشل مخططات التطبيع والاختراقات الصهيونية ليس في هذا المحفل الكروي العالمي فقط، بل ممكن أن يستمر، ويجب أن يستمر.
كل ما حدث ولو كان لفترة المونديال المحدودة لهو يقينًا نابع من المحفز الرئيسي الحقيقي وهو مواقف وبطولات وتضحيات الشباب الفلسطيني في داخل الأراضي المحتلة والذي يتمثل في صمود الأسرى والمعتقلين في السجون الصهيونية وفي العمليات الفدائية البطولية لشباب في ريعان شبابهم، وفي مشاهد صمود الأهالي اليومي في كل المدن الفلسطينية والأمثلة تطول.
هذا في حد ذاته يشكل رافعة لما شهدناه في المونديال ونراهن على استمراريته حتى بعد انتهاء المونديال في جميع الوطن العربي، و كلا كلا للتطبيع مع الكيان الصهيونى.