كنا شعبا فقيرا في فترة الستينيات... بجهودنا تغير الوضع للافضل
نظم معهد السلام الدولي IPI، صباح اليوم لقاء مع ماسيمو باجي سفير سويسرا لدى دولة الإمارات العربية المتحدة والبحرين تحدث عن كيفية الحكم في بلاده، وذلك بمناسبة مرور 50 عاما على العلاقات البحرينية – السويسرية.
وقال في بداية لقائه بأن بلاده نسجت علاقات دبلوماسية مع البحرين قبل نصف قرن، ونحن بهذا المناسب نحيى الذكرى وننظم أيضا معرضا فنيا، وسوف نحتفل بشكل أوسع في سبتمبر المقبل.
حافظت على الحياد منذ تاسيسها عام 1848، بما في ذلك الحرب العالمية الثانية، ولكنها حددت استراتيجتها في العلاقات مع الدول عام 1992 عندما تم تداول سؤال الى السويسريين (لا وجود الى سويسرا)، وهو شعار التغيير.
وقال ان الاتحاد السويسري هي جمهورية فيدرالية تتكون من 26 كانتونا، مع برن عاصمة ومقرا للسلطات الاتحادية. تقع سويسرا في أوروبا الغربية، حيث تحدها ألمانيا من الشمال، فرنسا من الغرب، إيطاليا من الجنوب، والنمسا وليختنشتاين من الشرق.
تشكلت الكونفدرالية السويسرية على مدى عدة قرون، لكنها تميزت منذ نهاية القرن الثالث عشر بحرصها على الحياد والسلمية مع الدول، وابتعادها عن الدخول في حروب مع جيرانها. ومع أنها تقع في قلب القارة الأوروبية، إلا أنها تمتاز عن معظم الدول المجاورة لها بتنوعها الديني واللغوي وتمسكها بممارسة الديمقراطية المباشرة.
سويسرا بلد قائم على أساس احترام الأقليات وعلى الديمقراطية المباشرة؛ التي أدت في نهاية المطاف إلى نظام فدرالي يضم 26 إقليما أو كما تعرف بالكانتون، تلتقي على التواؤم والتضامن فيما بينها. ورغم أنها تختلف فيما بينها بالهوية إلا أن المصلحة المشتركة تجمعها. ثمة تماثل بين الفدرالية السويسرية والاتحاد الأوروبي فيما عدا الشأن المالي والدفاع والسياسة الخارجية، رغم أن سويسرا الحديثة تشكلت عام 1848 إلا أنه لا توجد لغة رسمية واحدة بل هناك أربع لغات، ولا توجد ثقافة واحدة بل هناك عدة ثقافات متنوعة وغنية ومتناقضة فيما بينها. فبعض المواطنين لغتهم الأم الفرنسية ويعيشون ويعملون في مدينة منفتحة مثل جنيف، يوجد فيها أكثر من 200 منظمة دولية.
تضم سويسرا أربع لغات رئيسية لغوية وثقافية: الألمانية، الفرنسية، الإيطالية، والرومانشية، وعلى الرغم من أن الغالبية تتحدث الألمانية، إلا أنها لا تشكل أمة في معنى هوية عرقية أو لغوية مشتركة لكن بينهم شعور قوي بالانتماء إلى البلد الذي تأسس على خلفية تاريخية مشتركة وقيم مشتركة (فدرالية وديمقراطية مباشرة) تتخذ من جبال الألب رمزا لها.
وأضاف، ان سويسرا تعتمد على الديمقراطية المباشرة، كل مئة الف يستطيعون عمل استفتاء، وكان النقاش هل نحن دولة مركزية او لا مركزية؟
البلديات في بلادي لم دور أساسي في الإدارة المحلية، حيث تنظم البلدية الصحة والتعليم والشوارع وتجبي الضرائب أيضا، كان اول دستورا لنا كان عام 1848، والمواطن السويسري لا يهتم كثيرا في السياسة الخارجية او الدفاع، بل الصحة والتعليم والخدمات التي تقدمها الدولة.
والنظام في سويسرا مستقر، وكل القرارات تتخذ بشكل ديمقراطي مابشر وغير مباشر.
كانت سويسرا في فترة الستينيات بلد فقير، لكن بجهود ابناءه اصبح الان من الدول الثرية في العالم، والاختراعات والمقترحات مفتوحة للجميع، وليس لنا ثقافة مشتركة لأننا خلائط من اربع لغات، وقد خضنا حروبا دموية فيما بيننا قبل ان نصل الى هذا الاتفاق الكونفدرالي المستقر، ولا نقول ان تجرتنا كاملة، ولا نريد ان مصدر هذه التجربة للاخرين لانها باختصار تخص سويسرا وحدها.
وردا على سؤال هل من تحديات؟ نعم هناك تحديات والجميع يشارك في الحل، لكنها قصة نجاح، ورد على أسباب عدم الحياد في الحرب الروسية – الاوكروانية قال، اعتقدت سويسرا ان وصول الدبابات الروسية الى القرم (الاوكرونية) عام 2014 هي نهاية المطاف لتوسع روسيا الى الشرق، لكن المفاجأت العام الماضي عندما واصلت الدبابات الروسية الى ابعد من ذلك وربما تجتاح اوربا،،، وقفنا مع الحق ومع الدولة الاكورونية، ونسعى لوقف الحرب والجلوس الى طاولة المفاوضات.ادار الندة باقتدار السيد نجيب فريجي مدير المكتب الإقليمي لمعهد السلام الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المنامة بحضور عدد من السفراء المعتمدين بالبحرين الذين شاركوا في الحوار مع السفير السويسر ، بحضور الدكتور محمد علي بهزاد وكيل وزارة الخارجية للشئون القنصلية والإدارية بالخارجية البحرينية .